8 ديسمبر 2023 – نظمت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي مؤتمرًا حيوياً في السادس ديسمبر ٢٠٢٣، بشأن الاستدامة في سلسلة التوريد والإمداد الإنسانية. وشهد اللقاء على هامش كوب28 مشاركة من جانب مسؤولين وخبراء وجهات معنية بمختلف القطاعات، وشدّدوا جميعاً على ضرورة ضمان الاستدامة والوعي لأثرها في المساعي الإنسانية.
رددت المناقشات صدى دعوة موحدة للعمل ضمن المجتمع الإنساني بما يشمل:
- التأكيد على الحاجة الملحة للعمل الفوري، مع التشديد أن الوعود السابقة وحدها غير كافية، وأن الوقت حان لاتخاذ إجراءات فعلية.
- التحدي والضرورة الإنسانية العاجلة لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الفورية والممارسات المستدامة في جهود الاستجابة الإنسانية.
- التأكيد على أن تقليل أثر الكربون في المساعدات الإنسانية يتجاوز الاعتبارات اللوجستية؛ فهو يتطلب إعادة تقييم شامل للنظام البيئي بأكمله.
- تحديد هدف واحد واهتمام مشترك في مواءمة سلسلة الإمداد والتوريد الإنسانية مع الالتزامات العالمية، مثل اتفاقية باريس، والأهداف الشاملة التي حددها المجتمع الإنساني.
- اعتبار الشراكات كعنصر أساسي في كل القطاعات، بما في ذلك القطاع الخاص والأكاديمي والحكومات والمنظمات الدولية والأمم المتحدة. وتلعب هذه الشراكات دوراً حاسماً في دفع التكامل من حيث التشريعات والابتكار واعتماد ما يُعرف بالممارسات الدائرية لتقليل الأثر البيئي ضمن الاستجابة بفعالية للأزمات الإنسانية.
وأبرز المؤتمر تحولًا في ممارسات العمل الإنساني، مؤكدًا الوعي العميق بالأثر البيئي أثناء تلبية الاحتياجات الفورية، مما يجعل عام ٢٠٢٣ عامًا محوريًا لإعادة تشكيل استراتيجيات سلسلة الإمداد والتوريد في مجال العمل الإنساني.
ومن جهته، أكّد جوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، على أهمية الشراكات وقدّم في كلمته الافتتاحية نظرة عامة على الرحلة نحو الاستدامة التي بدأت في مارس 2023 بالتزامن مع الذكرى العشرين على تأسيس المدينة، وقال في هذا الإطار: “هكذا بدأ بعض الحالمين بالتمهيد لاستقبال كوب28، وسيسجّل التاريخ أن عام 2023 شهد على دعوة من سمّيناهم بالحالمين على تحقيق الاستدامة في سلسلة الإمداد والتوريد الإنسانية.”
وتضمّن المؤتمر جلسة حوار أدارها بنجامين سفاري، مسؤول إدارة سلسلة التوريد في المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشارك فيها سيمون ميسيري، الممثل الخاص للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وفرانشيسكا كوكوزا، مديرة شركة “أن آر أس ريليف” NRS Relief، وراجي حتر، الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة أرامكس، وشيرينغ ذيكيكارا، نائب الرئيس التنفيذي العالمي لموانئ دبي العالمية. وشدّدت المناقشات على أهمية المسؤولية الجماعية والتعاون بين أصحاب المصلحة للانتقال نحو مستقبل إنساني أكثر استدامة، حيث يكمن التركيز ليس فقط على الاستجابة الفورية ولكن أيضًا على تخفيف الأثر البيئي على المدى الطويل.
كما ألقت الكلمة الختامية البروفيسورة سيمونيتا دي بيبو، مديرة مختبر سي لاب في جامعة بوكوني وأستاذة زائرة في جامعة نيويورك أبوظبي، والمديرة السابقة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، تطرّقت فيها إلى التحديات في مكافحة أثر تغير المناخ، والأهمية القصوى للالتزام والعمل في سياق الاستدامة.
ومن أبرز ما انبثق عن المؤتمر نداء للعمل، يحثّ على المسؤولية الجماعية والتعاون بين الجهات المعنية للانتقال نحو مستقبل إنساني أكثر استدامة. ويؤكد هذا النداء للعمل على ضرورة النظر في انبعاثات الكربون في عمليات التخطيط لسلسلة الإمداد والتوريد واعتماد الحلول ذات الانبعاثات المنخفضة في القطاع الإنساني.